المقاتل Admin
المساهمات : 172 تاريخ التسجيل : 04/07/2008 العمر : 33 الموقع : المقاتل
| موضوع: ايام من حياة ولد فلسطيني - وليد الهليس الإثنين يوليو 07, 2008 3:18 am | |
| ايام من حياة ولد فلسطيني - وليد الهليس على أملِ العيشِ ألقى أبي بذرةً
في مكامن أمّي.
وأرعش في جذل فوقها
كحصانٍ صهولٍ
وأغفى
وفي الحلم قال: أخلّف ذكراً
على أمل العيش قال: أخلّفُ ذكراً
على أمل العيش سوف أخلّفُ ذكراً
وغادرتُ أمّي
على أمل العيش غادرت أمّي
وغادرت رحماً دفيئة
لأغرق في طرقات الجليد المليئة بالناس
بالسمك الميت
في طرقات الجليد المليئة بالموت
لا عيش في طرقات الجليد
وأين أبكي كي أخبّره أنّ بذاره
لا يكتفي بالحياة
على أملٍ واهنٍ في الحياة
وأنّ الدلائل تومي إلى أنّ رحماً دفيئة
تُعادلُ كلّ صنوف الحياة
وأين أبي؟
وأين أبي كي نُقارعُ كفّاً بكفًّ
ونضحك بنصق نغتصب العيش
لا عيش إلاّ اغتصاباً
وأقسم أنّي كذبت على الله قبل قليل
فإنّ الحياة اغتصابٌ يعادلُ أرحام كلّ
النساء الدفيئة
يا أمّ معذرةً فاعذريني
أنا طفلث هذي الحياة
لقد حيّرتني المضامينُ
حيّرني الشكل
راوغني الاحتمال اللعوب
ولكنّ سرّاً عجيباً هداني إليك
هو العشق
لا تسأليني عن العشق
قبل قليل رأيت صديقي يفيض به
مرّ من حوله الجندُ
في كلّ زاويةٍ كان كلبٌ
وفي كلّ مقلةِ عينٍ تجمّع كلبان
لكنّ عينيه تمتلئان بشيءٍ غريبٍ يصدّ الكلاب
قليلٌ من النور حتّى أراك
قليلٌ من النور
أرجوالسماء المغطّاة بالدم
أرجو السماء المغطّاة بالناس
أرجو السماء المغطّاة بالقدس
أرجو السماء المغطّاة بالكرمل الطفل
ذاك الذي خلّفته النوائب ذكراً
على أمل العيش
ها هو في طرقاتِ الجليد
يقارعُ يربدُ يبصقُ يبكي
ويضحكُ جهراً
ويغتصبُ العُشبَ والماء والانتماء
على صخرةٍ حلوة في الجليل
تذكّرت "غسّان"
يحتالُ كي يلتقيك
تذكّرتُ "غسّان"
ينهضُ للإحتفاء بعينيك
يُشعلُ في العيد ما قد تبقّى من الشمع
يطفئُ في العيد ما قد تبقّى من الشمع
كلّ الشموع لعينيك مرصودةٌ
فاشعليها إذا شئت أو فأطفئيها
لم تخلعُ الأرضُ أثوابها الآدميّة؟
تعصبُ موطن نزفٍ
بجسمٍ هو النزف
من سيف أعداء أخوة
يفلّون قمل الرؤوس على مشهدٍ من نزيفي
لماذا تطامن رأس الشمال
وهم يحقنون رصاص الأخوة في جسدي
ولماذا أشاحت عيون الجنون؟
لمن طائر الليل يبكي؟
لمن طائر الفجر يبكي؟
ومن أين آتيك؟
كان جمالك ليلة عشقي الأخيرة
أكثر من فاحش
كان شيئاً مخيفاً يطلّ مع النهد:
جوعي
وكان الحليبُ يجيءُ إلى ناهديك
قبيل مجيئي بجوعي
وشيءٌ مخيفٌ يطلُّ مع الخلق
في عين مقتدرٍ على الخلق
يبدعُ كوناً
ويهدمُ كوناً
يميتكُ يحييك
كان مخيفاً جمالك ليلة عشقي الأخيرة
وأكثر من فاحشٍ
بلا أمل العيش
ألقى أبي بذرةً في مكامن أمّي
وأرعش في جذل فوقها
كحصانٍ صهول
وأغفى
وفي الحلم قال أخلّفُ ذكراً
بلا أمل العيش قال أخلّف ذكراً
بلا أملٍ العيش قال أخلّف ذكراً
وغادرت أمّي
بلا أمل العيش غادرت أمّي
وغادرت رحماً دفيئة
وغادرتُ أرحام كلّ النساء الدفيئة
وها إنّ رحم الحياة تُحاصرني بالحياة
الخبيئة.
أقارعُ كفّي بكفّ رفاقي
ونضحك نبضقُ نغتصبُ الشمس
لا شمس إلا اغتصاباً
أنا طفلُ هذي الحياة.
.
وليد الهليس
(من مواليد 1952)
ولد وليد الهليس في غزة ويعيش الآن في السويد.
عانى من السجن والاحتجاز على أيدي الإسرائيليين من عام 1969 إلى عام 1974، حيث غادر غزة إلى مصر لإكمال دراسته ثم انتقل بعد ذلك إلى بيروت وحصل على شهادة البكالوريوس في الفلسفة وعلم النفس من جامعة بيروت العربية.
يعد شعره من بين الإسهامات الشعرية المبرزة في الأدب الفلسطيني، وقد درسه عدد من النقاد العرب إيجابياً، ومن بينهم حنان ميخائيل عشراوي وفريال جبوري غزول.
نشر الهليس مجموعة شعرية واحدة "الذهاب مبكراً إلى الموت" (1980)، كما نشر قصائده منذ ذلك الوقت في عدد من الدوريات الثقافية التي تصدر في العالم العربي __________________ | |
|